محمَّد: "ناوليني الكاسه لو سمحتى، هِدايه."
هِدايه ناولت محمَّد كاسه الميِّه من على طاوله الأكِل: "اتفضَّل حبيبى."
محمَّد: "طَبيخِك متحسِّن كتير. صايرِه شيف، ما شالله عنِّك!"
هِدايه: "و الله؟! بتِعرف شى... أنا عُمرِى ما طَبخِت عِند دار أهلى... يعنى يادُوبَك كُنت أعرِف أفقَس بِيض."
محمَّد: "عادى حبيبتى.. يُمكِن كاينِه تِركِنِى على إمِّك كتِير... هِيك هُمِّ البَنات، مدلَّعين."
هِدايه: "لا و الله مُش قِصِّه دَلَع. بس ماما ما كانَت اتحِب حَدى يتدخَّل بالطَّبخه. فكُنَّا بس يا دُوبك نحضَّر الأسَاسيَّات و نِجلِى الجَلِى."
محمَّد: "و هَيِّك اتعلَّمتِى لحالِك. ما شالله عنِّك، يعنِى ما إِلنا ستّ أشهُر مِتجَوزِين و صُرتِى اتنسقِى منِيح بِين طَلَبات البِيت و الطَّبيخ، و حتَّى تلاقِى وقِت لَحالِك."
هِدايه: " آه و الله، بالأوَّل كُنِت طَايشِه بِشبرِين ميِّه. بس لا تِنسى لأنِّى تَركِت شُغلِى كَأمينِه مَكتبِه، صُرت أنسِّق وقتِى منِيح. انعلِّيت و أنا اتنِين و عِشرين سنِه بِالوظيفه؛ هَلَّأ عُمرِى أربعَه و أربِعين؛ يَعنِى لقِيت كِفايتِى. و أصلاً فِى بَنَات أصغَر مِنِّى بِكتير بيترُكُو الوظِيفه عَطُول لمَّا بيتجوَّزو، و بيخلفُوا بَعَد مُدِّه قَريبِه كتِير."
محمَّد: "آه أكِيد. مُش سَهِل التَّنسِيق بين الشُّغُل و البِيت؛ لَولا الحَاجِه و تَكَالِيف المَعِيشِه الباهظَهَ كان النَّساوِين بيقعُدُوا مَلِكَات فِى البِيت."
هِدايه: "مَلعُون أبو الحَاجِه يا زَلَمِه. فُكنَا مِن هَالسِّيرِه؛ هَلَّأ تَعَال هُون، لِيش هِيك حَكِيت مع عمُّو بنَفتَرَه إِمبَارِح؟ مُش حَرَام عَلِيك هِيك... هادَا والدَك و لَازِم دَايماً اتبُوس إيدِيه التِنتين و تِطلُب رِضاه."
محمَّد:" و الله كَلامِك صَح. زلِّه شَيطَان؛ كُنِت راجِع مِن شُغلِى معَصِّب و هبِّيت فِيه. هَلَّأ بَرفَع السَّمَّاعَه عَلِيه و برُوحلُو عَالشَّرِكِه. بس مَكسُوف كتِير مِن حَالِى، إن شالله ما يكُون لِسَّا زَعلان مِنِّى."
هِدايه: "لا حبِيبى... فِش أهِل بِضَلهُم زَعلانِين مِن أولادهُم. بَس كَمَان لا اتضلَّك سَايِق فِيها نَكَد و هبَّات. مُش دَايماً بتِسلَم الجَرَّه."
محمَّد: "مَعِك حق!"
Comments (0)
See all