أن تكون الطرف الأقوى يجعلك تستمتع باللعبة وأنا دائما الأقوى، أستحظرها متى ما شئت وأتناساها متى ما شئت فعلى عكس الماضي صرت أنا المتحكم.

“ في وقت ما كان كل ما يشغلني هو حل اللغز وبدون أية إرشادات حاولت أن أجد كتبا تحتوي على تفاصيل مشابهة لما يحدث معي لكن لا جدوى من البحث عن إبرة في بحر قش في عالم كل معمريه عرايا. فقررت أن أخترع الإبرة لأقدم للعالم هذه القصة الغريبة التي سيسخرون منها مثلما كانو ليسخرو سكان ذلك العالم من الإبرة فهم لا يعرفون الموضة ولا الملابس حتى.

                     8

سأعرفكم على أحداث غريبة جمعت أدلتها من بعيد وملأتها فرضيات وهلوسات أخذت ليال ٍ كثيرا من عمري وودعتها مبتسمة رغما عني.”

تكسو الغرابة حياتي، لا أعرف إن كنت فعلا أنا الذي يريد هذه القصة أن تبقى أم أنني تعلمت التأقلم مع هذه الفوضى ثم أحببتها.

                     9

“ أحيانا تبدأ الأشياء ونحن على دراية ببدايتها لكننا نتجاهلها، نصرف نظرنا نحو أوراق الأشجار التي تتساقط ونحن ضائعون في غابة تحترق.

….وفي تلك اللحظة إحتل جسدي شعور قوي جدا، كأن شيء ما بدأ بالصراخ في داخلي، أضغط على شفتاي لكي لا تتسلل الأصوات تلك فتسمعها أمي -التي تجلس بُعد أمتار قليلة عني-، أحسست أن شيئاً ما إختلف كأنني صرت أكثر إستيعابا لوجودي.

لم أستسلم لذلك الشعور كنت أصرخ أيضا، كنت أرفض.” 

“ إنه كذبة، هو كذبة، كذبة لا أعرف ما إن كنت أريد تصديقها، ولا أعرف إن كنت أصدقني، كأنها ثغرة داخل عقلي وكونها مجرد فراغ يستحضرني في متاهة كبرى وإن ضعت تلاحقني ضحكات ساخرة. كأنه يخاف أن أقترب من المجهول، ما قد يريد عقلي إخفائه عني ؟ أهذا فصل من ما يُكتب عني ؟…أنا أسفة، أقسمت أنني لن أفكر بهذه الطريقة مجدداً، أعرف أنه خلل، أعرف أنني مريضة عقلياً، لا أستطيع نكران أنني لم أستطع تجاوز هذه الفكرة، ماذا لو كنت شخصية خيالية في كتاب ما ؟ ماذا لو كنت فعلا غير موجودة ؟

               11

أحاول أن أقنع نفسي بالتخلي عن هذه التساؤلات، عقلي غير مقتنع، أتصرف على أنني شيء لا أعرف مدى صدق وجوده فأتفادى إبداء رأيي أو التفكير أن من الممكن أن أؤثر على شخص ما، أنا لا أؤمن بوجودي، لست واثقة كفاية ولا أستطيع أن أقدم أي دليل يثبت أنني لست مجرد فكرة في عقل شخص ما. لتبقى كل الإحتمالات قائمة، قد أكون شخصية أساسية في قصة ما، يكتبها أحد ما، ويقرأها أحد ما، أجلس مع الأشخاص فأراهم أحياء أما أنا فلا أعرف إن كانو فعلا يرونني، أفكر إن كنت فعلا أتلقى ردود الفعل تلك أم إن كان عقلي يصنعها.

               12

تأكدت من كوني فعلا أعاني من هذه الأوهام منذ سنوات قليلة لكن الأعراض بدأت منذ سنتي العاشرة تقريبا بعد عواصف من الصدمات النفسية التي تلقيتها من أمي بعدما قررت أنه الوقت المناسب كي تبدأ بإلقاء كل المشاكل العائلية علي لتعبر لي عن كرهها لي و لأبي. وأنه يتوجب علي تحمل مسؤولية وجودي لأنني السبب في أنها لم تنفصل عنه، صرت العلبة التي تتخلص فيها من طاقتها السلبية."

                                                                                                                                                                                 13                                                                                                                                                                              

• - أصبحت لي…أصبحت لي!! 

لقد نجحت خطتي و أصبحت لي. لم أكن أعرف أنني سأجد مذكرتها فعلاً، ضننتها رواية. 

• - ناتالي حقيقية…

تلك الليلة قرأت نفس الفقرة لدرجة أنني حفظتها، إحتلت عقلي لفترة طويلة. يبدأ الحب بالكره أحيانا، ذاتي الصغيرة تخبرني بذلك لكن ماذا لو لم يحصل ؟

• - من يتجرأ على رفضي ؟ أنا ناجح و وسيم و أغنى من أغلب شباب بلادنا. بدأت من الصفر فبنيت إمبراطوريتي الخاصة، صارت معجباتي كثيرات و مستعدات ليسجدن لي لو لمحت أنني أريد ذلك و ليست ناتالي إلا واحدة منهن، ستسجد لي يوما ما و مذكرتها إشارة كافية.

قول هذا الكلام أمام المرآة قد يرفع معنوياتي لكن الحقيقة هي أنني أنا الذي يقبل الأرض التي خلقت منها ناتالي و أنا الذي أقدم على تجربة المستحيل فقط كي تكون لي. 

               14