“…كعادتي البعد الوحيد الذي يشعرني أن الجميع مثلي هو الإنترنت، تكون كل الشخصيات مثلي، لا دليل على وجودها، تتوسط العوالم و لا يمكنها أن تراني، لا يمكنها أن ترد علي، لم أحتج أن أفترض توهمي لكن…
من أين أبدأ ؟ من الصرخات التي أطاحت بكل شيء كنت أعرفه ؟ أم من الإحتمالات التي علقت بعقلي ؟ أم منه هو ؟
كان يظهر كثيرًا على شاشتي، كأنه يحاول أن يجرني إليه، لم يسبق لي الإهتمام بالمواضيع التي يطرحها، كنت أشمئز منها. أصبحت أتجاهله فقد تعودت على وجود مقاطعه على صفحتي لأيام، كانت تتزايد رغم أنني لم أتفاعل معها.
15
لعنة حلت على أصابعي حين ضغطت بالخطأ على إحدى مقاطعه ليحل صوته مكان الهواء في الغرفة، و في تلك اللحظة إحتل جسدي شعور قوي جدا، كأن شيء ما بدأ بالصراخ في داخلي، أضغط على شفتاي لكي لا تتسلل تلك الأصوات فتسمعها أمي -التي تجلس بُعد أمتار قليلة عني-. أحسست أن شيئاً ما إختلف كأنني صرت أكثر إستيعابا لوجودي.
لم أستسلم لذلك الشعور كنت أصرخ أيضا، كنت أرفض.”
" حاولت إسكات نفسي وذاتي الصغيرة، بدأت أتمتم : أنه ليس نوعك المفضل يا ناتالي، إنه مزعج، نشيط و إجتماعي، حتى مواضيعه سخيفة، ما الذي قد يربطك به ؟ إنسي. هذا الشعور قد يكون له تفسير آخر ، فلتهدئي أرجوكِ. كانت هناك أرمجدون في داخلي لكن بين موقفين لا أعرف طبيعتيهما: ذاتي الصغيرة التي تعرف ما قد يحدث لي و أنا التي أرفض الإنصياع لشعور مجهول."
17
-2-
داخل جدران عقلي
“ بطريقة ما إستطعت أن أقنع نفسي أنه ليس بالشيء المهم وواصلت يومي بشكل طبيعي جداً. ليلتها زارني في منامي، إعتقدت أن الصدمة العاطفية - تلك التي لم أستطع تفسيرها - كانت السبب لكن حدث نفس الشيء في الليلة التالية والتي كانت بعدها والتي تلتها أيضا، أسبوع ثم أسبوعين، شهر و شهرين…سبعة أشهر بالضبط قبل أن أستوعب أنه ليس من المفترض على الأمور أن تسير هكذا. لم أكن لأتوصل إلى التساؤل لو لم أشارك أحدهم القصة.
18
كانت إحدى اللحظات التي رميت نفسي فيها على المقعد الخلفي للسيارة بعد صباح متعب من المحاظرات المتتالية و سائق عصبي. فتحت هاتفي لأجد رسالة من صديقي آدم يبدأها بصباح الخير و ينهيها بالسؤال عن حالي رغم أنه على أتم الدراية أنني لست بخير أغلب الأوقات لكنه يحاول أن يجد الجيد في السيء، أن يجد التفائل في كل شيء.
19
أخبرني يومها أنه حلم أنني قبلت صديقا له خلال مظاهرات و أنا حافية، سخرنا من الحلم السخيف كونه أخبر صديقه و وضعني في موقف محرج أمام شخص لا أعرفه و على ما أظن أعجبني شعور الإحراج ذاك.”
20

Comments (0)
See all