“ رنت داخل أسوار عقلي فكرة متسرعة نفذتها و لم أفكر إن كنت سأندم أم لا.
- - آدم.
- - نعم صديقتي.
- - تأتيني أحلام غريبة.
يبدأ آدم بالتهكم علي لإعتقاده أنها أحلام جنسية لأقاطعه بالحقيقة الكاملة.
- - كانت بعض الأحلام جداً واقعية كأنها تحاول أن تكون قصة ما. لا أريد أن أفكر في الموضوع كثيراً لكن لم أستطع عدم الملاحظة…
ترددت للحظات.
21
- - واصلي.
- - ليست من النوع الذي أراه عادتا…تكون المألوفة فوضوية. حتى الأحلام نفسها تكون غير متواصلة مع إنعدام واقعية، أما التي تخصه فهي متناسقة جداً كأنها رواية ما. لا أحتاج أن أخبرك عن إنعدام الرومنسية في أحلامي المعتادة.
- - أتتذكرين أول حلم أثر بك ؟
- - أجل…
كنت على موعد معه لنقتني قطعة للكمبيوتر الخاص به…كانت ملابسي بسيطة و كان قلبي ينبض بسرعة شديدة. في الحلم، كنت على أتم الدراية أن الشعور متبادل بيننا رغم أنه لا يمت للواقع بصلة فنحن لا نعرف بعضنا. كان الشعور أقوى من أي شيء يحسب…كأن قدماي ليستا لي. كنت أتقدم تدريجيا منه فأتوتر أكثر وأكثر. وصلت إلى مكان يشبه المركز التجاري يتوسطه درج حلزوني مرعب. لم أرد أن أقترب منه، أعرف أنني كنت لأخاف و أسقط إن نظرت إلى اسفل، بالمختصر لم أرد أن أحرج نفسي أمامه.
23
أنتظرته بفارغ صبر وعند وصوله وقع قلبي مغما عليه يطلب النجدة…كنت على إدراك بأنني لا أعرفه وأنه شعور غريب ولكن قلبي لم يكن يعرف ذلك وقع في حب تلك الإبتسامة التي كانت تركض تجاهي. لسبب ما حتى نظري أصبح ضعيفا من هول الموقف.
24
لم نصافح بعض إكتفينا بالتحية الشفهية ، كان المتجر قريبا مما جعل من كلامنا قليلاً. داخل المتجر كانت هناك سماعات أثارت إستفزازي، كانت خضراء بشكل مقرف، أزعجتني في حلمي الرومنسي الذي لم أستطيع إستيعابه… بعد إستجواب قليل لصاحب المحل عرض علينا القطعة التي كنا نريدها.
25
- عند خروجنا من المتجر حدث شيء لم يتوقعه عقلي ولا قلبي…حضنني حضرته.
شعرت عند قولي هذا الكلام بدهشة آدم حتى و هو صامت لكنه لم يقاطعني.
- حاولت أن أسحب نفسي من بين ذراعيه لكنني لم أستطع، كنت مستوعبة أنه ليس من المفترض علي أن أتقبل المشاعر تلك لكن لم أستطع أن أقنعني بأن أبتعد عنه…كانت سعيدة جداً، شعور أنا لا أعرفه. بالنسبة لها لم يكن مرعبا أما بالنسبة لي فكنت أهرب منه إليه.
26
ثم فتحت عيناي.
- - أنه حلم عادي، قد تكونين بحاجة إلى حضن.
- - مستحيل.
- - لما ؟
- - لقد تعرضت للتحرش الجنسي مرات عديدة…بدأت التعرض له عند بلوغي الثانية عشرة تقريبا..كانو أصدقاء والدي…كان أصغرهم سنا قد تعدى الستين. قد تتوقع أنهم وصلو لسن يتمتعون فيه بعقل رزين لكن لا، كانو متحرشين. ينظرون إلى جسدي بشهوانية صارخة. كنت أضطر أن ألبس طبقات من الملابس الشتوية كي أكسب نفسي بعض الوقت لو حدث شيء ما لم أرغب فيه. أتذكر جملة قالها أحدهم: قد أفعل أي شيء كي أراك بالبكيني.
كان أبي واقفا بجانبي و لم يفعل شيء…ضحك فقط. ليته كان الموقف الوحيد الذي سكت عليه…حدث غيره الكثير. أما أمي فكانت تصرخ علي عندما أحاول تغطية جسدي، كانت تخجل كون إبنتها الوحيدة “معقدة من شكلها ”. كانو يرون فقط الأشياء التي يريدون رؤيتها أما أنا فلم أكن موجودة من وجهة نظرهم المشتركة. فعلاً وصلت للمرحلة التي إقتنعت أنني فعلا لست موجودة…أصابتني متلازمة كوتارد…”
28
Comments (2)
See all