كان احمد يضرب سريره بقوة ويقول في غضب : سحقًا لي كيف افقد وعيي في وقت كهذا ؛ اقتربت من اكتشاف شيء جديد ؛ بعد كل ذلك عدت لنقطة الصفر.
هدأ قليلًا واراح ظهره على السرير وقال : على أي حال قد يكون كل ذلك حلمًا ايضًا ؛ ربما اصطدمت بشيء لا اكثر وانا ذاهب للفريق.
ثم قفز من سريره قائلًا : فريق !! سحقا ! كيف نسيت ذلك ؛ إن كان ما رأيته صحيحًا ؛ فهناك احتمال كبير ان ذلك التسونامي اغرقهم واغرق الساحل كله ؛ علي الاتصال بهم بسرعة.
خرج احمد مسرعًا وتحدث مع الأطباء ، وفهم منهم انه قد عُثر عليه وهو يطفو على الماء في احد الشواطئ منذ يومين.
طلب منهم ان يعطوه هاتفًا ليتواصل مع أي احد ؛ عندما حصل على الهاتف لاحظ ان هناك شيء يلمع على شاشة الهاتف المغلقة ؛ دقق النظر قليلًا ليكتشف ان ذلك هو انعكاس وجهه ؛ عيناه هما من كانا يلمعان .
اخذ نفسًا عميقا ثم اخرجه وقال للطبيب : سأسلك سؤالًا غبيًا لكنه مهم جدًا بالنسبة لي ؛ ما هو لون عيناي؟
- عيناك ؟ لونهم ازرق فاتح ؛ يبدوان مميزان جدًا لأكون صادقًا ؛ لماذا تسأل ؟ هل تشعر بالمٍ في عينيك؟
-- لا تشغل بالك كان سؤالًا عابرًا فقط .
اتصل احمد بعمر لكن هاتفه كان مغلقًا فاتصل بمريم : مرحبًا ؛ هل هذا هاتف مريم؟
- هل انت احمد !؟ حمدًا لله ؛ بحثنا عنك كثيرا .
ابتعد احمد بالهاتف قليلًا : انا ايضًا سعيدٌ لأنكم بخير ؛ اين انتم ؟ علينا التحدث في اقرب وقت ؛ حصل لي العديد من الحوادث الغريبة ولا افهم اي شيء ؛ ذلك الكريستال والامواج ؛ وذلك النور الذي خرج من جسدي وعيوني .. لقد تغير لون عيوني ؛ انا حقًا في حالةٍ يرثى لها وبحاجة لأي احد ليساعدني على فهم ما يحصل لي.
- ماذا !؟ اين انت ؟
استأذن احمد الطبيب وارسل موقعه لمريم.
- ابقَ مكانك ولا تتحرك ؛ لست بعيدة عنك ؛ سأصل في اقل من نصف ساعة ؛ حافظ على هدوءك كي لا تؤذي احدًا ؛ مفهوم؟
لم يفهم احمد مغزى الطلب الأخير لكنه اجابها : م.. مفهوم.
عاد احمد لغرفته في المستشفى ، وجلس على سريره ينتظرها .
بعد مرور حوالي ربع ساعة وبينما احمد مستلقي على السرير ؛ سمع ضجيجًا وصراخ قوي خارج الغرفة ؛ اقترب من الباب ليخرج ويرى ما يحصل ، ولكن قبل ان يفتح الباب تغير لون الباب للونٍ اسود معتم وخرجت منه اشواك حادة كبيرة في اتجاهه ؛ حاول تفاديها لكنه لم يستطع .
سقط ارضًا وهو يأخذ انفاسًا سريعة وقوية ويصرخ وهو ينظر لذراعه المقطوعة الملقاة على الأرض بجانبه ؛ ملأت دماؤه الأرض ، ولكن دماؤه كانت أيضًا غير طبيعية فقد تغير لونها للأزرق مثل عيونه ؛ وبدأ جسده يشع باللون الأزرق مثلما حدث سابقا .
كسر الباب شخصٌ يرتدي قناع ارنب طفولي ؛ لم ينطق بأي كلمة وهاجم أحمد مباشرة ؛ لكن دخل تيار هواء قوي للغرفة ؛ كان مثل إعصار صغير في الغرفة ؛ كان الهواء قوي كفاية ليدفع صاحب القناع بعيدًا عن احمد ودفع احمد بقوة في اتجاه شباك الغرفة ليسقط احمد في باحة المستشفى.
انكسرت لأحمد بضع ضلوع من أثر السقوط ؛ وبينما هو على الأرض يحاول اخذ انفاسه لاحظ ان ذراعه تتجدد وتعيد بناء نفسها ؛ ليس ذراعه فقط بل جميع جراحه تشفى ؛ لكنه لم يمتلك الوقت للفرح فقد لحقه صاحب القناع لباحة المستشفى ؛ حاول احمد التحرك لكنه لم يستطع فجراحه لم تشفى كليًا بعد.
كان يبدو انه لا يوجد مهرب ، ولكن فجأة ومن العدم ظهر رجل صخري ولكم صاحب القناع بقوة لدرجة انه دفعه بعيدًا ؛ ودار بين الاثنين قتالٌ قوي .
لاحظ احمد ان الاثنين لديهم قوى متشابهة ؛ حيث ان الرجل الصخري كان يتحكم ويحرك الأشياء من حوله ؛ بينما صاحب القناع يحول الأشياء حوله لمادة سوداء ويتحكم بها كما فعل في الباب.
كان قتالهم مزيجًا بين القتال العادي واستخدام هذه القوى.
استمر القتال دقيقة تقريبًا حتى اخرج صاحب القناع شوكة سوداء كبيرة دخلت من ظهر الرجل الصخري وخرجت من بطنه ؛ ذلك أخّر الرجل الصخري ؛ فهرب صاحب القناع.
استطاع الرجل الصخري اخراج جسده من الشوكة لكنه كان يتألم بشدة من ذلك ؛ تركت تلك الشوكة حفرة كبيرة في جسد الرجل الصخري ولكن جراحه شفيت بالكامل في دقائق.
اقترب الرجل الصخري لأحمد بعد ان تعافى هو واحمد من الإصابات بالكامل وبدأت تتساقط الصخور من وجهه ليظهر وجه من داخل تلك الصخور؛ والذي كان شخصًا يعرفه احمد جيدًا؛ "مريم".
ابتسمت له وقالت : من الجيد انني لم اتأخر.
أحمد : ما.. ماذا.. كيف.. ماذا يحدث!!؟
- علمت انكم تخفون شيءً لكن هذا جنون ؛ هل هم علي ويوسف وحوش مثلك ؟ ماذا تخفون أيضًا؟
-- هذا فظ جدًا لتقوله لشخصٍ انقذك منذ دقائق ؛ غير انك الشخص الذي كان يشع ضوءً مثل المصباح منذ قليل ؛ على أي حال علينا الذهاب الان ؛ قتل ذلك الوغد العديد من الأشخاص هنا ؛ لذلك لا احد سوانا في المستشفى ، و اظن ان الشرطة قادمة ، ويبدو انها ستمطر ايضًا ؛ لذا لنعد الى الفندق الان ونتناقش لاحقًا.
لم يكن لأحمد خيار سوا الذهاب معها ؛ لذا قاموا بتغيير ملابسهم الممزقة بملابس من المستشفى وعادوا للفندق ، وعندما وصلا وجدا علي ويوسف في انتظارهم ، وجلسوا جميعًا في غرفة احمد.
احمد : حسنا ؛ هذه المرة اخبروني حقًا كل ما لديكم ؛ لا اريد اسرارًا مجددًا ؛ هناك الكثير من الأشياء التي احتاج الى تفسير لها ؛ لنبدأ بمن انتم حقًا.
قام ثلاثتهم بوضع أيديهم على اعينهم وخلعوا عدسات لاصقة كانوا يرتدونها وقالوا معًا : نحن مثلك.
كانت عيونهم تشع بالوان مختفة مثل عين احمد ولكن بألوان مختلفة ؛ عين يوسف كانت حمراء ، علي صفراء و مريم بنفسجية.
تعجب احمد من ذلك وقال : اذًا تعرفون ذلك الكريستال ؛ ما هي تلك الاشياء.
علي : حسنًا ؛ هذا معقد حتى بالنسبة لنا ؛ فنحن لا نعرف ما هو مصدرها ، ولكن نعرف بعض المعلومات الأساسية عنها؛ تدعى عتاد الملك ولا ندري لماذا فلا تسأل ؛ تندمج في أجساد المضيفين امثالنا وتمنحهم قوى خاصة ؛ أشياء مثل القوة العضلية الفائقة والقدرة على الشفاء من جميع أنواع الجراح والسموم ، وأيضا قدرة مميزة.
احمد : ماذا تعني بقدرة مميزة ؟
وضعت مريم يدها على الحائط فتغير شكل الحائط و ظهر شكل زهرة عليه.
- قدرة كهذه ؛ يمكنني التحكم في الأشياء التي المسها .
قرّب علي يديه من بعضهما فعبرت شحنة كهربائية بين يديه وقال : رائعٌ اليس كذلك؟
احمد : ذلك مدهش ؛ هذا اعجازٌ علمي.
ثم نظر الى يوسف وقال : ما هي قدرتك ؟
يوسف : يمكنني التحكم في حرارة الأشياء التي المسها ؛ ما هي قدرتك انت ؟
احمد : قدرتي؟ لا ادري ؛ كيف اعرف ذلك ؟
مريم : عادتًا تعمل قدرتك وحدها عندما تهتاج قوتك ؛ اقصد تلك الحالة التي يضيء فيها جسدك ؛ الم تلاحظ أي شيء حولك يتصرف بغرابة عندما تهتاج قواك؟
احمد : حسنا ؛ عندما هاجمني ذلك الارنب اهتاجت قواي ودخلت تيارات هواء قوية للغرفة ؛ كان مثل إعصارٍ صغير.
يوسف : هاجمك ارنب !؟
مريم : سنتحدث عن هذا الامر لاحقا ؛ تغير الطقس فجأة ايضًا ؛ يبدو انك تتحكم في الطقس او في الهواء او شيء من هذا القبيل ؛ لا تقلق سنتحقق من قواك لاحقًا.
احمد : كيف حصلتم على قواكم اذًا ؟
يوسف : حصلنا عليها من وغدٍ غامض.
مريم : أعطاها إلينا شخص من فترة طويلة ودربنا على استخدامها ، وهو أيضا من اخبرنا بالمعلومات التي اخبرناك بها ؛ كان شخصًا غريب الاطوار ، وكان يرتدي طوال الوقت زيًا اسودًا يغطي جسده بالكامل ؛ لم نرى وجهه ابدًا ولم يخبرنا باسمه قط ؛ كان قويًا جدًا و يستطيع استخدام جميع قطع العتاد التي لدينا في وقتٍ واحد.
احمد : وكيف قابلتم ذلك الرجل من الأساس؟
علي : هو من جاء الينا ؛ لقد كنت في المرحلة الإعدادية عندما قابلته اول مرة ؛ جاءني بعد ان توفيت جدتي وهي اخر شخصٍ تبقا في عائلتي ببضعة أيام ، وعرض علي القوة لأنتقم ممن احرق منزلي وقتل عائلتي ؛ لم يخبرني من هم قط لكنني آمنت به لأنه منحني القوة حقا ؛ عندما ذهبت للتدرب معه كان يوسف يتدرب معه بالفعل ؛ لا ادري منذ متى وهو يتدرب معه ؛ فيوسف لا يتكلم عن ماضيه ابدًا ؛ وبعد عامين احضر المعلم مريم .
مريم : قابلته بطريقة مشابهة ايضًا ؛ اتى الي بعد وفاة امي بسبب مرضٍ لعين وأصبحت مقطوعة من شجرة تقريبًا.
احمد : إن كان قويًا جدًا مثلما تقولون فلما يحتاجكم ؟ لماذا يمنح قواه لكم ؟
مريم : لا ندري ؛ دائمًا كان يتحدث عن حربٍ او معركة قريبة ؛ ربما فعل ذلك لأنه بحاجة لعدد ؛ حتى وان كان قويًا فتوزيع الجهد على عددٍ اكبر قد يجعل تحقيق هدفه اسهل ؛ ذلك اعتقادي فقط انا لا ادري حقا.
احمد : حسنا ؛ اين هو ذلك الشخص حاليا ؟
علي : اخر مرة رأيناه كان قبل شهر من الان ؛ اخبرنا ان تدريبنا قد انتهى ، وان معركتنا الأولى قد اقتربت واخبرنا عنك أيضا ؛ وان علينا الانضمام للفريق الذي ستجمعه بعد أسبوعين.
يوسف : كنا نظن اننا سنعثر على شيء مثير اذا انضممنا لك؛ لكننا حصلنا على احمق اخر فقط.
احمد : اخبركم عني منذ شهر !؟ كيف ؟ لم اكن انوي تكوين الفريق حينها.
يوسف : لا ندري ؛ ذلك الوغد لا يخبرنا بأي شيء.
احمد : لماذا كنتم تخفون انكم تعرفون بعضكم مسبقًا ؟
علي : وضعنا في الحسبان ان العدو الذي علينا محاربته قد يكون انت او شخصٍ ما في فريقك ؛ لكنكم على أي حال كشفتمونا بسهولة ؛ كيف كشفتنا؟
احمد : في اول مقابلة لنا ؛ عندما كان يوسف يتصرف بحماقة كان علي يضغط على ذراعه وينظر له ليوقفه ، ويوسف لا يبدو شخصًا سهل الإيقاف؛ مريم أيضا كان يبدو عليها الاحراج عندما تقومون بتصرف غبي ؛ ان كانت لا تعرفكم حقا ؛ فمن الطبيعي ان تغضب مثلي ؛ هناك تفاصيلٌ أخرى لكن هذه هي الأهم.
علي : رائع ؛ انت وعمر شديدو الملاحظة .
احمد : بالحديث عن ذلك ؛ اين عمر؟
نظرت مريم للأرض وقالت : لا ندري هاتفه مغلق منذ اخر مرة اتصلنا به في تلك الليلة ؛ من المفترض انه كان في الطريق لنا مثلك ؛ لكن تلك الليلة كانت غريبة كأي شيء هذه الأيام ؛ كانت الأمواج شديدة بعض الشيء في البداية ولكنها ثارت فجأة بشكل مفزع واغرقت السفينة والشاطئ كله ؛ نجونا فقط بسبب قوانا على الاستشفاء ؛ لذا فمن الممكن انه قد.. قد غرق في تلك الليلة.
ضرب احمد الحائط بقوة وقال وهو يجز على اسنانه : سحقًا؛ كانت هذه خطتي.
علي : هذا مجرد احتمال ؛ لم يعثر احد على جثته حتى الان؛
هناك امل انه مازال على قيد الحياة.
ثم قال ليغير الموضوع : كيف حصلت على قواك ؟ لم تخبرنا .
احمد : كما قلت لمريم في الهاتف ؛ سقط امامي ذلك الشيء بينما كنت ذاهبًا اليكم ؛ امسكته فقط فذاب بين يدي وشعرت بالمٍ شديد ، وبدأ جسدي يشع وفقدت الوعي واستيقظت بعدها في المستشفى.
يوسف : وأين الارنب في القصة.
مريم لماذا انت مهتمٌ بالأرنب هكذا ؟ لم نقل عنه شيءً بعد.
يوسف : اريد ان اعرف كيف ضربه لا اكثر ؛ فتخيلي للأمر مضحكٌ جدًا.
احمد : عندما استيقظت في المستشفى اتصلت بمريم واخبرتها بما حدث لي ؛ وبينما انا انتظرها لتأتي ؛ هاجم المستشفى شخص يرتدي قناع ارنب ، وقتل العديد من الأشخاص وحاول قتلي لكن مريم انقذتني ؛ هذا كل ما حدث.
مريم : لم يكن مجرد قاتل يرتدي قناع ارنب ؛ كان يمتلك قوى مثلنا.
يوسف : ماذا !؟ لماذا لم تخبرينا حتى الان !؟
مريم : كنت اريد الإجابة على استفسارات احمد أولًا.
يوسف : تبًا له هذا اهم بكثير منه ؛ هذا اول عدوٍ يواجهه احدٌ منا ؛ كم كان قويًا ؟
مريم : استطعت مجاراته في البداية لكنه استطاع إصابتي بجروحٍ بالغة ثم هرب.
علي : إن استطاع هزيمتك فلماذا لم يقتلك ويقتل احمد كما أراد.
ابتسم يوسف وقال: ذلك واضح ؛ إن تركهم يعودون من حيث اتو ؛ فقد يدلوه على المزيد من امثالهم ؛ رؤيته لمريم جعلته يدرك ان هناك المزيد.
علي: اتقصد انه تبعهم لهنا؟
يوسف : بالتأكيد ؛ والا لماذا سيتركهم ؛ لكنني سعيدٌ لذلك ؛ سأبرحه ضربا ان عثرت عليه ؛ دمي يفور من الحماسة.
بينما يوسف سعيد بما استنتجه ؛ ازداد الجو توترًا في الغرفة فقد يهاجمهم ذلك الشخص او العديد من امثاله في أي لحظة؛ ظل الوضع هكذا حتى كسر حالة التوتر تلك صوت شيءٍ يتحطم خارج الغرفة.

Comments (0)
See all