فتح يوسف الباب ليرى ما يحدث بالخارج؛ فوجد أن عاملي خدمة الغرف قاموا بكسر بعض الاطباق بالخطأ في الممر.
- توقيتٌ مثالي لكسر بعض الاطباق...
قاطع كلامه امرأة تصرخ وتشير نحوه وتقول : ع.. عينك، هل أنت بخير؟
اغلق يوسف الباب وقال: لذلك أنا تحديدًا علي ارتداء العدسات اللعينة.
علي: بدون ضغينة؛ عيونك التي تشع حمارًا تجعلك تبدو كمصاص دماء أكثر من دراكولا نفسه.
أحمد: ماذا سنفعل الأن؛ ما هي خططكم.
يوسف: لا شيء؛ كنا ننتظر أن ترشدنا أنت، لكننا عثرنا على أحمق جديد فحسب.
مريم: يبدو أن من نبحث عنهم سيأتوننا على أي حال؛ لذا يمكننا الاستفادة بذلك الوقت لتدريبك على الأقل، ويمكننا ايضًا محاولة الذهاب الى أطلنتس مجدًدًا أن لم يعثر علينا احد.
يوسف: لن أشارك في ذلك؛ بالتأكيد هناك شيءٌ أفضل لنقوم به؛ يمكننا محاولة العثور على صاحب القناع بأنفسنا.
علي: هل تعلم أن بإمكأنك ضربه كما تشاء اذا كنت مدربه؛ في إطار التدريب بالطبع.
يوسف: موافق؛ يمكننا أن نبدأ الأن اذا اردتم.
أحمد: ما.. ماذا!؟
علي: لا تقلق سأوقفه قبل أن تموت.
مريم: يمكننا أن نبدأ غدًا اذا؛ لنتدرب على الشاطىء المهجور في الصباح؛ اظن أنه مكان مناسب؛ يمكننا استخدام كامل قوانا هناك ولن نؤذي أي أحد؛ وايضًا يمكننا مراقبة تحركات أطلنتس من هناك.
أحمد: حسنًا؛ هل يمكنكم تركي الأن؛ اريد بعض الوقت لاستوعب العبث الذي أنا فيه الأن.
علي: اجل؛ أن دمجنا في الكلام ونسينا أن الأمر بالنسبة لك جديد كليا؛ بالحديث عن ذلك، ينقصنا شخصٌ بعيون خضراء وسيصبح لدينا جميع فتات القوة في الفريق؛ فقد أصبح لدينا عيون زرقاء وحمراء في الفريق؛ أعنى ينقصنا "شوجر مج".
حدق الجميع في علي لثواني ثم قال أحمد: علي؛ اريد النوم ارجوك.
يوسف: اظن أن أكثر شيء تعلمته من المعلم هو البلاهة حقًا.
مريم: حسنا يكفي حقًا لليوم علينا الذهاب الأن قبل أن يفقد ذلك المسكين عقله.
غادر الجميع وتركوا صديقنا غارقًا في بحر من التساؤلات التي ليس لها إجابة مجدًدًا؛ من صاحب القناع؟ لماذا حصل على قطعة الكريستال بطريقة مختلفة عن البقية؟ اين ذهب عمر؟ هل مات حقًا؟ كيف عرف معلمهم أنه سينشئ ذلك الفريق قبل أن يقرر ذلك من الأساس؟ هل ما حصل له على الشاطىء كأن رد فعل من أطلنتس لأنهم كانوا يخططون الذهاب لها؟ وكيف أصلا ستعرف أطلنتس أنهم كانوا يخططون لذلك؟ لما لم تقم أطلنتس بأي شيء حتى الأن بعد أن أعلنت عن وجودها؟
كل هذا والكثير من الأسئلة الآخرى التي تدور في عقله وهو لا يجد لها أي أجوبة منطقية، وظل هكذا حتى غط في النوم من الإرهاق.
استيقظ أحمد على صوت علي وهو يوقظه في غرفته - ما.. ماذا؟ كيف دخلت الغرفة؟ أي قوة سحرية استخدمت هذه المرة؟
-- لم استخدم قواي دخلت من الشرفة فغرفتك مجاورة لغرفتي.
- وهذا أيضا ليس عاديًا؛ لما لم تطرق الباب فحسب؟
-- طرقته سبعين مرة لكنك لم تفتح لذا اضطررت لذلك.
- اين البقية؟
-- ينتظروننا في باحة الفندق.
فتحت مريم باب الغرفة وقالت: لماذا تأخرتم كل هذا الوقت؟ ثم نظرت لأحمد وقالت: الست متحمسًا لتجربة قواك؟
أحمد: الا تعرفون شيءً يدعى الخصوصية؟؟ كيف فتحتي الباب؟
مريم: فتحت الباب بقدرتي؛ اخبرتك أنني أستطيع التحكم بالأشياء الصلبة؛ ثم لا وقت لدينا لهذه التفاهات؛ علينا تدريبك في أسرع وقت أن كنت تريد البقاء على قيد الحياة.
أحمد: حسنا؛ اخرجوا من غرفتي لأغير ملابسي؛ ام أن بإمكانكم الرؤية من خلف الجدران ايضًا؟
علي: نظريًا يمكننا ذلك لكن بالتأكيد ليس بالضب..
أحمد مقاطعا: اخرجوا فحسب قبل أن أفقد عقلي.
علي: حسنًا؛ لا تكن عصبيًا هكذا لم نفعل شيءً بعد.
وخرجوا وتركوه ليغير ملابسه اخيرًا.
كان يقول لنفسه وهو يرتدي ملابسه: أنهم مجانين أكثر مما توقعت؛ لكن علي تحمل ذلك لفترة؛ فما أنقذني عندما سقطت تلك السفينة وأنا صغير يبدو أنه لم يعد يعمل الأن؛ علي تعلم استخدام قدراتي الجديدة.
ثم خرج لهم وذهبوا جميعًا الى الشاطىء المهجور أخيرا.
كان الشاطىء شاطئا عاديًا لكن كان محاطًا بالكثير من الصخور والهضاب الصغيرة وايضًا كان يوجد فيه بعض القوارب الصغيرة المتهالكة؛ لذلك كان الشاطىء مهجورًا.
بدأت مريم بالكلام وقالت: حسنًا أيها المتدرب؛ قررنا أن نقوم بتقسيم تدريبك لثلاثة اقسام؛ أولاً القسم الخاص بقدرتك الخاصة، وأنا من سيقوم بتدريبك عليه؛ ثانيا الجزء الخاص بتحكمك في عتاد الملك الخاص بك عمومًا، وعلي هو من سيدربك عليه؛ وأخيرًا يوسف سيدربك على الفنون القتالية.
أحمد: أنا معترضٌ على آخر جزء.
مريم: ليس هناك وقتٌ للاعتراض؛ أنه أفضلنا في القتال، وعليك أن تتقبل ذلك وتتعلم منه قبل أن يعود ذلك الارنب مجددًا.
أحمد: حسنًا؛ بأي قس م سنبدأ؟
مريم: اظن أن علينا تحديد قدرتك الخاصة أولاً.
أحمد: وكيف سنفعل ذلك؟
مريم: تظهر القدرة الخاصة بشك ل طبيعي عندما تكون قواك في حالة اهتياج؛ اقصد تلك الحالة التي يشع فيها جسدك، وتهتاج قواك عندما تكون خائفاً او غاضبًا بالتحديد عندما تحصل على قواك للمرة الأولى كحالتك الأن، وذلك لأنك لا تستطيع التحكم في قواك لذلك فعتادك يستخدم قدراتك بطريقة عشوائية للدفاع عنك.
أحمد: تقصدين أنني بحاجة للغضب بشدة لتظهر قدراتي وتدافع عني بشكل عشوائي؛ وفي ذلك الوقت يمكنكم ملاحظة ما هي قدرتي بالضب..
قاطع كلامه لكمة قوية من يوسف في منتصف بطنه ألقته في اتجاه الصخور بقوة لدرجة أنه حطم بعض الصخور الصغيرة بجسده قبل أن يصطدم بصخرة كبيرة ويتوقف يوسف: نعم بالضبط؛ هذه هي الخطة.
مريم: كأن بإمكانك اخباره على الأقل.
يوسف: وأين المتعة في ذلك؛ لا تقلقي ستتجدد عظامه المكسورة ويعود الأن غاضبًا كالغوريلا؛ اليس هذا ما ترُيدينه؟
مريم: اجل لكن.. ليس.. اااه أنسى الأمر.
بدأ جسد أحمد يشع كالمتوقع؛ ومعه بدأت الرياح تغير اتجاهها وتتحرك في اتجاهات عشوائية.
علي: اذن يمكنه التحكم في الرياح كما ظننا.
تحرك أحمد من مكانه وقال بغيظ: سحقًا لك أيها الحقير.
وركض في اتجاه يوسف وحاول لكمه؛ لكن يوسف تفاداه ببساطة وامسك بذراعه وألقاه في اتجاه البحر.
يوسف: كما قلت عاد غاضبًا كالغوريلا.
سحبت جميع مياه الشاطىء وتجمعت في موجة واحدة كبيرة واغرقت الشاطىء؛ لكن الثلاثة قاموا بالقفز لارتفاع عالٍ قبل أن يصلهم الماء.
مريم: يبدو أنه يتحكم في الماء ايضًا.
علي: هل تظنين أن حصوله على القوة لأول مرة كأن هو السبب في الأمواج العالية التي اغرقت السفينة؟
مريم: احتمال وارد.
جرفت الأمواج أحمد الى الشاطىء اخيرًا بعد أن هدأ وعاد لطبيعته.
أحمد وهو مستلقٍ على رمال الشاطىء: ماذا بعد؟
علي: علينا أن نبدأ التدريب على التحكم في عتادك أولا؛ ذلك سيمنعك من الوصول لحالة الاهتياج هذه مجددًا؛ فهي تشكل خطرًا على الناس من حولك.
قام أحمد وقال: تقصد أنني سأبدأ بالتدرب معك؟
علي: اجل؛ سأشرح لك الأن كل ما نعرفه عن عتاد الملك وكيفية عمله؛ أولا عندما يدخل عتاد الملك لجسد المضيف فأنه يغير خلايا الجسد ووظائفه؛ اقصد أنه يحور جسدك ليصبح اقوى ويستطيع التأقلم مع العتاد، وذلك هو ما يؤلم الجسد بشدة عندما يقترن العتاد بجسدك لأول مرة.
أحمد: كنت اشعر حقًا وكأن كل خلية في جسدي تتفتت.
علي: ثانيا؛ العتاد لا يذوب في داخل الجسد وحسب كما يبدو، بل تتبلور بالقرب من قلبك. ثالثاً؛ العتاد ليس قوة خارقة فحسب، بل نظام معقد لا يمكننا التحكم فيه مباشرة بأنفسنا، لذا فيوجد نظام تشغيل داخل كل عتاد يساعدك في التحكم فيه.
أحمد: نظام تشغيل!؟ كالذي يوجد في الحواسيب؟
علي: نعم؛ شيءٌ من هذا القبيل، وعادةً ما يتشكل على هيئة أنسأن في خيالاتنا.
أحمد: أتقصد ذلك الشخص الذي رأيته في حلمي؟ علي: كيف كان يبدو؟
أحمد كأن شخصًا يشع من جسده ضوءٌ ازرق كجسدي عندما أفقد السيطرة؛ يجلس على عر ش كبير وبجانبه زنزانة مهترئة ومحطمة.
مريم: أنا أيضا أرى تلك الزنزانة
علي: لا أدرى ما هي هذه الزنزانة لكن بقية الصفات مطابقة للنظام الذي نراه؛ عليك أن تحسن التواصل بينك وبين نظامك لأن ذلك هو مفتاح التطور في استخدام قواك.
أحمد: ظننت أن عتاد الملك هذا سلاحٌ اسطوري أو سحري؛ لكن ذلك النظام يجعله يبدو أنه سلاح متطور لا أكثر.
علي: أنت رجل علم؛ كيف تؤمن بالقوى الخيالية؟
أحمد: بالطبع ليس لأنني محاط بأشخاص يتحكمون بقوى العناصر كأفلام الكارتون، بالإضافة لأن قوى العناصر بحد ذاتها اسطورة وشيء غير علمي؛ أنا فقط أؤمن بالخرافات لا تلقي لي بالاً.
علي: معك حقٌ بعض الشيء؛ قوانا كلاسيكية، كأن بإمكان الكاتب اختيار قوًا أفضل لي على الأقل.
أحمد: عن ماذا تتحدث؟
مريم: لا تشغل بالك؛ فهو يتعامل أحيانا كأننا في عم ل درامي.
أحمد: عندما قابلتكم اول مرة ظننت أنك وعلي عقلاء لكن مع مرور الوقت تأكدت أن جميعكم مجانين.
مريم: وما ذنبي أنا!؟
أحمد: مجرد تصرفك معهم بانسجام وطبيعية يجعلك غريبة الاطوار مثلهم.
اخذت مريم نفسًا عميقًا ثم أخرجته وقالت: عمومًا لدي تفسير منطقي لتشابه قوانا مع قوى العناصر الأسطورية؛ إذا كان عتاد الملك سلاحًا قديمًا جدًا مثل اسطورة أطلنتس، ذلك سيجعل الاساطير تنتشر عنه وعن أطلنتس والتي اتضح في النهاية أنها ليست اسطورة؛ اقصد أن السلاح اتى أولا ثم اسطورة قوى العناصر كالماء والنار والأرض وما الى ذلك.
أحمد: البيضة أولا ام الدجاجة؛ ذلك يجعل الأمور أكثر منطقية؛ علينا أن نجري بعض التجارب اذن لنفهم ما نفعله حقًا عندما نستعمل قدراتنا الخاصة؛ علي النظر للأمر بطريقة علمية أكثر.
علي: لن تتحرك لأي مكان قبل أن أكمل محاضرتي أحمد: اعتذر؛ اكمل.
علي: آخر شيء اريد اخبارك به هو مراحل التحكم في عتاد الملك ؛ نعلم حتى الأن ثلاثة مراحل اولهم واضعفهم هي حالة الاهتياج، وذلك لأنها مجهدة جًدًا ولا يمكنك التحكم في قواك وأنت في هذا الوضع، وظهور تلك الحالة من الأساس دليل على ضعف تحكمك في قواك؛ ثانيا الوضع العادي مثل الوضع الذي أنت فيه الأن، وفي هذا الوضع تكون اقوى جسديًا من نفسك قبل أن تحصل على قواك ويمكنك ايضًا التحكم في قدرتك الخاصة وأنت في هذا الوضع، واخيرًا وضع التركيز؛ في هذا الوضع نقوم بتركيز قوانا على اي جزء نريده من جسدنا ؛ كتركيز قوتك في قبضتك لتسديد ضربات مبرحة؛ او تركيز قواك في قدميك لتقفز عاليا او تجري بسرعة؛ باختصار هذه اقوى حالة استطعنا الوصول لها حتى الأن؛ لكنها تحتاج لتواصل جيد مع النظام وأيضا مجهدة جدا لا يمكنك استخدامها لفترات طويلة.
أحمد: رأيت اول حالتين لكنني لم أرى الأخيرة؛ هل يمكنك تعليمي بشكل عملي أكثر؟
مد علي ذراعه اليمنى امامه وبدأت خطوط ومسارات مضيئة تظهر على ذراعه بدايةً من صدره وحتى أنامل أصابعه وقال: يبدو الوضع الثالث بهذا الشكله.
أحمد: حسنًا؛ كيف اتواصل مع النظام.
علي: عليك مبدئيًا الهدوء بشك ل كامل وتخيل أنك وصلت للنظام؛ عادتاً يجدي ذلك في البدايات.
حاول أحمد فعل ذلك لمدة ساعتين لكنه لم يستطع ففرغ صبر يوسف وقال: ذكرني كيف قابلته في اول مرة؟ أحمد: كنت فاقًدًا للوعي وقابلته في..
قبل أن يكمل كلامه أخرج يوسف مسدسًا من ملابسه وإطلق على رأس أحمد فأسقطه ارضًا والجميع يقف في ذهول.
مريم: لن اسألك لما فعلت ذلك؛ لكن من اين حصلت على مسدس ولما تحمله أصلا ونحن لدينا قوًا خارقة!؟
يوسف: لا ندري ماذا سنواجه علينا تجهيز كل الاحتياطات.
أنتقل أحمد فعلًا للم كأن المظلم الذي قابل فيه النظام من قبل وعثر على نفس الشخص الذي قابله من قبل.
النظام: مباركٌ لك العودة.
- اذن كيف اتحكم في قواي لأصبح قويًا مثلهم؟
-- يمكنك أن تبدأ بخلع ذلك السوار من ذراعك.
- وما علاقته بهذا الأمر؟
-- لا تتظاهر بالغباء أنا وأنت نعرف جيًدًا أنه ليس سوارا عاديًا؛ ونعلم أيضًا أنه لم يعد كافيًا لحمايتك فبإمكان أصحاب العتاد ابراحك ضربًا على أي حال؛ وجوده معك أصبح ضارًا الأن؛ فآلية عمله تشوش على الاتصال بيني وبينك، وأيضًا تجعل المكان مظلمًا هنا؛ المكان هنا اجمل من ذلك بكثير.
- بما أنك تعرف سري هل تعرف أيضًا ماهية هذا السوار؛ لطالما اردت أن أعرف.
-- أيها الاحمق من الواضح جًدًا أن تلك الجوهرة التي فيه ليست جوهرة عادية أنها عتادٌ أيضا؛ لكنها ليست عتادًا للملك أنها تدعى عتاد ال ...
استيقظ أحمد على صوت يوسف: أنتهى الوقت جسده أخرج تلك الرصاصة اخيرًا.
وقف أحمد لينظف ملابسه من رمال الشاطىء.
مريم: هل قابلته؟
أحمد في تشتت: اا.. اجل.. اجل قابلته.
مريم: وماذا اخبرك؟
أحمد: أخبرني كيف أحسن تواصلي معه وما الى ذلك.
علي: ما بك تبدو مشتتاً.
أحمد: لست.. لست مشتتاً أنا فقط لم أستطع اكمال حديثي معه لذا لم افهم بعض الأشياء.
يوسف: لدي المزيد من الطلقات أن اردت اكمال محادثتك؛ أنا كريمٌ اليوم فكما تعلم هذه الطلقات ليست مجانية.
أحمد: صحيح؛ كيف تجرؤ على إطلاق النار علي؟
يوسف: وما المشكلة في ذلك؛ ستتجدد خلاياك مجدًدًا وتعود كما كنت على أي حال؛ اهذه هي طريقة شكرك لي؟ أحمد: لكنها مازالت تؤلم بشدة؛ ما هو التالي على أي حال؟ ابتسم على ومريم إبتسامة بلهاء، وقام يوسف بفرقعة أصابعه؛ وقال: أنا التالي.
لم يحصل شيء مهم في هذا الجزء من التدريب ويمكنكم تخيله على أي حال؛ لكن لا أنصحكم بذلك لأنه كأن مؤلمًا جًدًا.
وعندما عادوا للفندق أخبر استقبال الفندق أحمد أن شخصًا اتصل بالفندق أكثر من مرة فتذكر أنه أضاع هاتفه وجواز سفره وحتى بطاقاته المصرفية عندما ابتلعه البحر.
- سحقًا هذه الاحداث المتسارعة جعلتني أهمل أنني فقدت هذه الأشياء إلهامه بالتأكيد أبي قلقٌ على وهو من حاول الاتصال بي.
اتصل بالرقم الذي اتصل بالفندق وكأن هو والده بالفعل.
- مرحبا أبي؛ أنا اسف جًدًا ل..
-- اتصل بك منذ ايام وأنت بلا أثر؛ اخذت وقتاً لأعثر على الفندق الذي تسكن فيه؛ ابقا مكانك ولا تقم بأي شيء مجنون حتى آتي اليك.
- تأتي!؟ أبي أنت رجل اعمال مشغول لا.. لا تتعب نفسك فأنا بخير حال؛ عملك.. عملك يحتاجك.
-- عملي ليس من شأنك؛ حجزت بالفعل طائرةً وسآتي اليك بعد يومين؛ ثم أن عمك حسن يستطيع إدارة العمل من دوني.
- ل.. لكن ..
-- ليس هناك لكن؛ سأصل اليك وأعرف فيما ورطت نفسك بنفسي وجها لوج ه معك؛ سعيدٌ أنك بخير لا تقم بشي ء غبي حتى اعود؛ الى اللقاء. واغلق والده الهاتف.
- اااه.. سحقًا؛ ظننت أنه سيتركني افعل ما اريد بعد أن تحدث عن مصيري وهذه الأشياء؛ لكن يبدو أنه لا يستطيع منع نفسه عن ايقافي؛ حضوره لهنا سيكون خطرًا عليه أكثر مني.
مريم: الا يمكنك التحدث معه مجددًا؟
أحمد: لن يغير ذلك شيئا؛ أن قرر القيام بشيء فسيقوم به.
عاد أحمد لغرفته ونزع سواره وخبأه في الخزانة التي في غرفته؛ وتدرب يومًا آخر بعدها لكنه لم يقم بأي تطورات ملحوظة سوا أنه استطاع تحريك كومة من الرمال بإستخدام الهواء المحيط بها؛ وفي اليوم الذي يليه وبعد يوم طويل استطاع أخيرا الوصول الى النظام بدون مساعدة؛ هذه المرة كأن النظام عبارة عن غرفة بيضاء كبيرة وذلك الشخص يجلس على عرشه وبجواره الزنزانة المهترئة ككل مرة.
- ألن تخبرني ماهي تلك الجوهرة؟
-- تقصد عتاد الشيطان؟
- ما ذلك الاسم؛ لما اسمه مقترن بالشيطان؛ ذلك الشيء أنقذ حياتي أنا وأبي من قبل.
-- لا يمكنني أن اخبرك عن التاريخ المحرم؛ أن اردت معرفته عليك أن تبحث عنه بنفسك.
- تاريخٌ محرم!؟ سحقًا لكل شيء؛ كلما حاولت أن اكشف حقيقة شيء تعطيني الحياة الغازًا أكبر لحلها؛ كل ما اردته هو معرفة سبب سقوط تلك السفينة التي قتلت امي وحسب.
-- عليك أن تبحث في الماضي لتكشف اسرار الحاضر؛ تظن أنك في بداية المشاكل؛ لكنك لا تدري أن النهاية بدأت مع سقوط تلك السفينة؛ احذر من عتاد الشيطان لكن حافظ عليه في نفس الوقت؛ تأكد ألا يقع في الايدي الخطأ.
استيقظ أحمد من مقابلته مع النظام وأكمل تدريبه مع يوسف وعادو للفندق بعد يوم شاق؛ اتصل والد أحمد به وأخبره أنه قد وصل وهو في طريقه للفندق الأن؛ فأنفصل أحمد عن اصدقائه ليغير ملابس التدريب المهترئة قبل أن يصل والده، لكنه عاد بعد ثوان وقال لهم : هناك شيءٌ ضروري اريد اخباركم به؛ لم أكن أنوي ذلك لكن يبدو أن علي إخباركم بسري.
مريم: وقررت ذلك الأن؟ قبل أن يأتي والدك؛ لديك موعدٌ مهم الأن، لذا يمكنك إخبارنا بما تريد لاحقًا.
أحمد: أريد إخباركم به الأن لأن ذلك الأمر يبدو خطيرًا أكثر مما توقعت.
يوسف: أرى أن نذهب معه لا ندري أي نوع من الكوارث يخبئ.
مريم: حسنًا يمكنك أن تخبرنا سريعًا قبل أن يصل والدك.
أحمد: تعالوا معي إلى غرفتي إذًا.
ذهبوا جميعًا إلى الغرفة وأخرج أحمد السوار من خزانته ووضعه على منضدة صغيرة في الغرفة وقال: سري هو هذا.
علي: اختصر الكلام ارجوك فقد أصبح هذا الفصل طويلًا بشدة.
أحمد: اعطتني امي هذا السوار في سنتي الأولى في المدرسة؛ كأن يبدو أنه سوار عادي لكن كأي شيء في حياتي لم يكن ذلك السوار عاديًا بالمرة، كأن يحميني من جميع أنواع الإصابات؛ قالت لي والدتي أنها ورثته عن أجدادها وأنه دوري لأرتديه؛ بعد ذلك بعدة أيام فقط سقطت تلك المركبة الفضائية؛ نجوت أنا وأبي مع أننا كنا قريبين جًدًا من الكارثة بفضل ذلك السوار وأمي؛ فقد القتني على كرسي والدي لأنها كأنت تعلم أن عدم تأثري بالأذى سيجعل جسدي كدرع لأبي ايضًا؛ لكنني لم أكن كبيرا كفاية لحماية امي وأبي في نفس الوقت.
مريم: ماذا تقصد بأنه يحميك من الأذى؟ كيف يفعل ذلك السوار ذلك؟
أحمد: لا يمكنني شرح الأمر بالضبط فالسوار لم يعد يعمل معي على أي حال بعد أن حصلت على عتاد الملك؛ لكنه كأن يصنع مثل الحاجز الرقيق بيني وبين أي شيء يؤذيني.
يوسف: لما لم يعد يعمل؟
أحمد: قال لي النظام أن ذلك السوار يشتته او شيء من هذا القبيل، لذا خلعته لأتمكن من التدرب؛ وقال لي شيء اهم من ذلك؛ قال أن الجوهرة السوداء الموجودة في السوار هي عتاد ايضًا لكن من نوع مختلف؛ يدعوها عتاد الشيطان.
علي: لم نسمع عن شيء كهذا من قبل.
أحمد: تعجبت من أنكم لم تتعرفوا عليه حين رأيتموه؛ يفترض أن تكونوا أنتم خبراء هذه الأشياء.
مريم: وكيف سنعرف ذلك لا يبدو كما إعتادنا ابدًا؛ أنه حتى لا يضيء مثل البقية.
امسك يوسف السوار وقال وهو يبتسم إبتسامة ماكرة: نحن لم نتعرف عليه لكنني أعرف شخصًا تعرف عليه فور أن رآه.
تحركت مريم بسرعة ودفعت ثلاثتهم بقوة بعيًدًا عن المنضدة، وفور أن فعلت ذلك خرجت أشواك سوداء عملاقة من تحت الأرض ودمرت جزأً كبيرًا من الفندق. خرج يوسف من تحت الأنقاض غاضبًا وعيونه تشع حمارًا وقال: اذًا اتيت فور أن كشفنا سرك.

Comments (0)
See all