وقف خارج الفندق رجل يرتدي زيًا أسودًا عليه بعض النقوش، وواضح أنه هو المتسبب في هذا الدمار لأن الأشواك السوداء كانت تبدأ من أسفل قدميه.
يوسف بغضب: "كنت أعلم أننا لن نقابلك صدفة أيها الوغد؛ لكن لماذا انتظرت حتى هذه اللحظة… يا عمر؟"
عمر بابتسامة ساخرة: "لو لم تكن ذاكرتك جيدة لما تأذى الناس؛ أنت الوغد هنا."
يوسف بتهكم: "لماذا لا ترتدي قناعك الآن؟ قناع الأرنب كان سيجعلني أرأف بك قليلًا. "
عمر: "آه… ذلك القناع؛ كنت مسرعًا واحتجت شيئاً لأخفي هويتي؛ لكن لم أعد أحتاج لذلك بعد الآن؛ حصلت على الإذن لأتصرف كما أشاء."
يوسف: "إذن؟ من أعطاك الإذن؟"
عمر بتحدي: "أجبرني وسأخبرك"
استعد الاثنان ليتقاتلا، ولكن قبل أن يتحرك أحدهم، قاطعهم خروج علي من تحت الأنقاض. نظر ليوسف وقال: "ماذا يجري!؟ "
أشار يوسف بإصبعه في اتجاه عمر وقال: "كما ترى، نحتاج إلى الخطة "ب" "
نظر علي لعمر في دهشة شديدة؛ ثم ظهرت علامات الانزعاج على وجهه.
عمر بابتسامة ساخرة: "تبدو منزعجًا بشدة من حقيقتي؛ مفاجأة، أليس كذلك؟ "
علي ببرود: "لماذا أنزعج من حقيقتك؟ لست ابن خالتي؛ لم أعرفك سوى لبضعة أيام؛ أنا منزعج من الظلم فحسب. "
تعجب عمر قليلًا وقال: "ماذا تقصد؟"
علي بتهكم: "أليس واضحًا؟ أعمل كبطلٍ خارق منذ بضعة سنوات ولم أحصل على زي خاص حتى الآن؛ بينما يظهر الشرير بملابس خاصة ورائعة؛ أنا مضطر للقتال بملبسي الرثة بسبب الحطام."
ابتسم عمر باستخفاف وقال: "هذا زي عسكري أيها الأحمق؛ ليس شيئاً مميزًا".
علي باستنكار: "ولماذا هو ضيق هكذا إذًا؟ هل هو جيشٌ من لاعبي الجمباز؟"
يوسف بصوت حازم: "يكفي؛ يمكنك الذهاب الآن."
علي: " متأكد؟ يمكنني المماطلة أكثر؛ فهو يستجيب".
يوسف: "أجل، أنا جاهز، وأيضًا لا يمكنني تحمل نقاشك السخيف أكثر من ذلك."
عمر بغضب: "أين تظن أنك ذاهب؟ لن تخرج من هنا حيًا قبل أن أموت أنا."
يوسف بتحدي: "ولك ما طلبت."
صفق يوسف بيديه؛ فقفز علي مبتعدًا، وفجأة انفجرت كل السيارات القريبة من المكان، ووجه يوسف النيران في اتجاه عمر مباشرةً.
قفز عمر من مكانه ليتفادى النيران، ولكن لحقه يوسف من وسط النيران في حركة خاطفة وركز قواه في يديه؛ وضربه بقوة شديدة حطمت به الأرض.
عمر لا يفهم ما يجري ويفكر كيف حصل ذلك ويقول لنفسه: "ماذا يجري؟ هذا مستحيل؛ أنا متأكد أنه لا يستطيع التحكم في حرارة ما لا يلمسه؛ كيف انفجرت هذه السيارات؟ تحدث علي عن المماطلة؛ ماذا كان يقصد؟… فهمت!! يعلم يوسف أنه بحاجة إلى الكثير من النيران حوله ليكون صاحب الأفضلية لذلك حاول استغلال الوقت الذي نتحدث فيه ليرفع حرارة الهواء من حوله دون رفع درجة حرارة الهواء القريب مني لكي لا أشعر بالاختلاف؛ بالتأكيد شعر علي بذلك عندما خرج بشكلٍ مفاجئ وماطل معه للحصول على بعض الثواني الإضافية. "
هبط يوسف فوقه ليحطم رأسه لكنه أخرج أشواكه السوداء من الأرض مجددًا وصد بها ضربة يوسف؛ وانتهز الفرصة ليقف من جديد.
عمر بغضب: "يبدو أنني استخففت بكم أكثر من اللازم."
في نفس الوقت وبالتوازي مع هذه المعركة؛ كان علي يبحث عن بقية الفريق، ووجد مريم عالقة في الاشواك التي حطمت الفندق، مصابة بشدة وتحاول أن تخرج نفسها من الاشواك بيأس.
علي: "ألا تستطيعين التحكم بها؟"
مريم وهي تتحدث بصعوبة: "لا يمكنني؛ هذه المادة اللعينة لا تستجيب لي."
ركز علي قواه في يده وقال: "سأحطمها إذًا؛ تمسكي قليلًا فسيؤلمك ذلك."
حطم علي الاشواك واسند ظهر مريم على حائط محطم ثم خرجت تلك المسارات الصفراء من صدره وغطت رأسه وتحولت عيونه بالكامل للون الأصفر حتى الجزء الأبيض منها وقال: "الوضع فوضوي جدًا؛ هرب أغلب الناس بالفعل لكن هناك العديد من المصابين والعالقين في الحطام؛ هل يمكنك مساعدتهم للخروج بأمان؟ "
مريم: "سأفعل ذلك أمهلني بضعة دقائق فحسب."
علي: "حسنًا، سأذهب لمساعدة أحمد في هذا الوقت."
كان أحمد ملقى على الأرض وهو يمسك سوار أمه بقوة ورأسه محطمة بسبب الحطام الذي كان فوقها؛ فأزاح علي الحطام ليتيح لأحمد الفرصة ليتجدد، وانتظره حتى أفاق بعض الشيء.
أحمد (بصوت ضعيف، وهو يحاول التركيز): "ماذا حدث؟"
علي (بابتسامة خفيفة، وهو يساعده على الوقوف): "حققت رقمًا قياسيًا، مت مرتين في ثلاثة أيام، المهم.. هاجمنا صاحب قناع الأرنب ويوسف يقاتله، وعلينا مساعدته الآن."
أحمد (في تشتت شديد وهو يحاول استيعاب الموقف): "م… ما… ماذا!!؟"
علي: "ستتفاجأ أكثر حينما تعرف أن صاحب الأشواك ذلك هو.."
قاطع الكلم قدم يوسف التي ظهرت فجأة من العدم وهي تحطم وجه علي وتلقيه بقوة لتحطم به أجزاء من الفندق، وأحمد يقف مفزوعًا بجانب يوسف ولا يفهم ماذا يجري.
يوسف لأحمد: "ابتعد عن هنا؛ المكان خطر"
أحمد: "لكن.. لكن لماذا؟؟ ماذا يجري."
يوسف: "أمازلت لا تدري أيها الأحمق؟ أنه خائن."
أحمد بذهول شديد: "عن ماذا تتحدث؟"
قام علي من مكانه محاولا جمع شتات نفسه وقال: "ليست من صفاتك الغدر أيها الوغد، ماذا يحدث؟"
يوسف : "تحاول التصنع مجددًا إذًا ؛ يبدو أنك مدرك انك لا يمكنك اكمال القتال."
علي يقول لنفسه: "هل جن جنونه ؟ يبدو أن عمر افقده عقله بطريقة ما؛ أصبح الوضع شديد الخطورة الآن"
جاء عمر واقترب من أحمد وقال له: "سعيد بلقائك يا صديقي."
وقف أحمد محدقًا بعمر وهو لا يفهم أي شيء، ويسأل نفسه كيف عاد عمر؛ وأين اختفى هذه الفترة.
صرخ علي في أحمد: "ابتعد عنه بسرعة!!"
ولكن فات الأوان؛ ركز عمر قواه في ذراعه وضرب أحمد في صدره ضربةً ثقب بها صدر أحمد وانتزع قلبه وقال:
"شششش... كان يجب أن تموت سابقا على أي حال؛ مت في صمت."
ركز علي قواه في قدمه وتحرك بسرعة ليوقفه ولكن اعترضه يوسف.
اقدم عمر على سحق قلب أحمد ليستخلص منه عتاد الملك خاصته ، ولكن هبط شخص من السماء وقطع يد عمر قبل أن يقوم بذلك ، وأعاد قلب أحمد لمكانه بسرعة؛ كان شخصًا طويلًا ببنية جسدية ضخمة ويرتدي زيًا مثل أزياء المصريين القدماء وحقيبة صغيرة على خصره وقناعًا ذهبيًا على شكل رأس صقر وقلادة على شكل صقرٍ ايضًا وعيونه كانت تشع نورًا اخضر.
عمر (بغضب): "وغد جديد إذًا."
ثم رفع يده الأخرى وكان فيها سوار أحمد وقال: "لكنني حصلت على شيءٍ على الأقل."
خرجت الجوهرة السوداء من السوار وتمددت وغطت جسد عمر بالكامل وأصبحت كدرع عليه وقال: "أنت المدعو ب"حورس" إذًا."
صاحب القناع: "ادعى سخمَت ولكن ليا الشرف أن يظنني الناس كذلك."
في هذا الوقت يوسف يتقاتل مع علي بشراسة وعلي يحاول تفاديه فحسب حتى استطاع علي الإفلات من يوسف ووقف بجانب سخمَت وأحمد الملقى على الأرض؛ فأصبح الوضع هكذا الآن؛ سخمَت وعلي يقفون وظهرهم ملصق لبعض وأحمد فاقد للوعي بجانبهم، بينما عمر يقف بدرعه الجديد امام سخمَت ويوسف يقف امام علي.
علي: "لن أسألك من أنت أو ماذا يحدث؛ ولكن أخبرني هل لديك خطة لنخرج من هذا الوضع السيء؛ لقد جن جنون صديقي."
سخمَت: "لدي خطة لكن عليك أن تسيطر على صديقك ذاك لدقيقة أخرى."
علي: سعيد بلقائك يا "شوجر مج"
بدأ كلٌ منهما يقاتل خصمه؛ بينما مريم تجلس على الأرض حيث تركها علي، والمسارات البنفسجية تغطي رأسها؛ تحاول أن تشعر بأماكن المصابين والمحبوسين تحت الأنقاض لتخرجهم من أماكنهم باستخدام قواها.
عمر: "إذًا، كيف تخطط للتخلص مني في دقيقة؟"
سخمَت: "كل ما في الامر أنني ادرك ما هي قواك لذا سأبطل عمل قواك على صاحب العيون الحمراء أولاً."
عمر: "تبدو خبيرًا؛ أرني كيف ستوقفني اذن."
وضع سخمَت يده في حقيبته واخرج حفنة من البذور وألقاها في اتجاه عمر.
عمر: "أتنوي قتلي من الضحك ام ماذا؟"
أشار سخمَت للسماء وقال: "عيبك هو أنك ركزت على البذور التي على الأرض ولم تلحظ ما هو فوقك."
نظر عمر فوقه فلم يجد شيئًا ، ولكن قبل أن ينطق بكلمة؛ فتحت بوابة دائرية تحته وسقط فيها وأغلقت البوابة بعدها فورًا.
سخمَت : "لا أصدق أن خدعة الأطفال هذه انطلت عليك."
توقف يوسف عن قتال علي وقال : "سحقا ، أين اختفى ذلك الساحر مجددًا."
ضربه علي على رأسه وقال : "حمدًا لله على سلامتك، عليك أن تفسر لي جنونك هذا الآن ، لولا صديقنا الجديد لكان أحمد في عداد الأموات ، وربما الفريق كله."
ثم نظر علي لسخمَت وقال : "صحيح ، إلى أين اخذت ذلك الوغد."
سخمَت : "يمكننا التحدث عما حدث بالتفصيل لاحقًا ؛ لكن علينا مساعدة المتضررين الآن."
ثم جلس سخمَت على الأرض ووضع يده على صدر أحمد الذي لم يكتمل شفاؤه بعد ؛ فالتأمت جراحه بالكامل في لحظات.
استيقظ أحمد، ولكنه فور أن استيقظ قفز من مكانه مفزوعًا وقال : "ما بكم جميعًا وماذا يحدث حقا ؛ لا يمكنني الوثوق بأحد."
ثم نظر لسخمت وقال : "لا يعقل !! أنت.. هل أنت حورس الذي تحدثت عنه مريم؟"
اخرج سخمَت زفيرًا وقال : "كما قلت سأشرح كل شيء لاحقًا؛ علي مساعدة بقية الجرحى."
علي: "تمتلك قوة رائعة حقًا؛ اظن أن مريم قد أخرجت جميع الجرحى بالفعل؛ علينا الذهاب لها."
تحركوا جميعًا عدا أحمد ظل واقفًا مكانه فقال له علي: "اعلم أنك لا تفهم ماذا يجري ومن صديقك ومن عدوك الآن وأنا أيضًا لا افهم شيئًا، ولكن صدقني وجودك بجانبنا؛ أكثر أمانًا لك من وقوفك وحدك هكذا."
تردد احمد قليلًا لكنه تحرك معهم في النهاية.
وجدوا مريم قد أخرجت جميع المصابين بالفعل وصفّتهم جميعًا على الأرض واتصلت بالإسعاف ايضًا، وعندما رأت سخمَت دهشت واتسعت عيناها بشدة، ولكن قبل أن تنطق بكلمة وضع سخمَت يده على فمها وقال: "لا؛ لست حورس وسأشرح لك كل شيء لاحقًا؛ مفهوم؟"
فأومأت مريم رأسها بالموافقة؛ وذهب سخمَت ليداوي المصابين.
مريم للبقية: "ماذا فعلتم في ربع ساعة فقط !"
يوسف: "لا اعرف شيئًا سوا أنني فقدت ذلك الوغد المدعو عمر."
مريم: "عمر!؟ هل كان هو المتسبب في كل هذا الدمار؟"
علي: "سأقول لكِ كل ما حصل باختصار؛ هاجمنا عمر فواجهه يوسف وذهبت أنا لمساعدتك ثم ساعدت أحمد بعدها ولسبب مجهول هاجمني ذلك المختل الذي يقف بجانبي الآن ظنا منه أنني عمر ، وبينما هو يضيع وقته ووقتي في قتالي انتزع عمر قلب أحمد وكاد يقتله حقًا ، ولكن هبط صاحب رأس العصفور ذاك من السماء وانقذه ، كان دخولاً رائعًا بالمناسبة ، المهم .. ساعدنا بعدها لنتخلص من عمر عن طريق أنه فتح بوابة في الأرض ابتلعت عمر ، وها نحن هنا الآن."
مريم : "حدث كل هذا في ربع ساعة ؟"
بدأت السماء تمطر تدريجيًا وهم يتحدثون.
علي: "أجل لذلك أصيب هذا المسكين باضطراب ما بعد الصدمة أو شيء من هذا القبيل ؛ اظن أنه تعرض لأكبر قدر ممكن من المفاجآت الغير مرغوب فيها اليوم؛ حتى أن السماء بدأت تمطر الآن ونحن في فصل الصيف."
ورفع إصبعه ليشير لأحمد ، ولكنه لم يجده واقفًا معهم فقال :"أين اختفى الآن؟"
يوسف : "ذهب بينما كنت تثرثر ، إنه يجلس هناك لسبب ما."
ذهب علي ومريم ليعرفوا لماذا تركهم؛ فوجدوه يجلس أمام أحد الجثث التي ماتت بالفعل، وعندما اقتربوا منه أكثر صُدما الاثنين، ووضعت مريم يدها على فمها وقال علي في حزن وبصوت خافت: "هذا ليس يومك حقًا."
ثم بدأ أحمد يضرب الأرض ويصرخ ويبكي بشكل هستيري.

Comments (0)
See all