اتفقوا أن يظلوا في الصحراء لفترة من الزمن لأن وجودهم في أي مكان آخر سيشكل خطرًا عليهم وعلى الناس ؛ ثم عاد نادر لشكل سخمت وذهب ليعيد جسد والد أحمد كما اتفق معه.
علي : "أظن أنه علينا العثور على مكان مناسب أكثر ، واحة أو كهف حتى."
وضعت مريم يدها على الأرض وصنعت قصرا ضخمًا وقالت : "عثرت على مكان لي ، حظا موفقا لكم."
علي : "رائعع !! اصنعي لنا واحدًا."
مريم : "اسفة لكنني لا احفظ تصميما آخر ، ولن أسمح لكم باستخدام تصميمي."
ثم دخلت واغلقت الباب.
علي بانزعاج : "حسنا لكنك لن تحظي بخدمة المكيف خاصتنا."
يوسف : "ماذا تقصد؟"
علي : "سنستخدم قواك لتلطيف الجو لنا، هل تظن أننا كنا سنوافق على المبيت هنا لو لم تكن معنا."
خرجت مريم من احد الشبابيك : "أظن انني اتذكر تصميم احد الاكواخ ، سأصنع لكم واحد."
رد علي بسرعة : "أربعة!"
مريم بابتسامة ماكرة : "اثنان."
علي : "لمَ نتفاوض من الأساس ؟ الأمر سهل عليك."
مريم : "لا ادري ، لكن شعور الاستبداد هذا ممتع."
أحمد بصوت منخفض وعلى وجهه علامات خيبة الأمل : "جميعهم مجانين بلا استثناء."
قامت مريم ببناء الأكواخ و ضبط يوسف درجة الحرارة في المنطقة ؛ ثم جلسوا جميعا في الخارج.
أحمد : "كنت اتسائل ما هي قدرات معلمكم ؟"
مريم : "كان يستخدم جميع قطع العتاد مسبقا ، لذا إنه يستطيع استخدام قدراتنا كلها ، لكن لا أدري إن كان يستطيع القيام بشيء آخر."
أحمد : "لكن العتاد معكم الآن ، كيف سيستخدم قدراتكم؟"
مريم : "إنها الأعراض الجانبية ، عندما تستخدم أي عتاد لفترة طويلة فهو يغير في جسدك ولا يعود أبدًا كما كان ، لذا يظل بإمكانك استخدام قدراتك لكن بشكل محدود جدًا."
أحمد : "محدودٌ لأي درجة؟"
مريم : " قال المعلم أنه يمكننا استخدام من ٢ : ١٠ بالمئة من اقصى حد وصلنا له باستخدام العتاد نفسه ، قليلٌ لكن بالنسبة لشخص في قوة المعلم كان ذلك كافيا."
أحمد : "هل كان بهذه القوة؟"
علي : "هذه القوة ؟ انا متأكد انه يستطيع هزيمة عمر ذاك بدون أن يأخذ العتاد منا حتى."
أحمد بدهشة : "هل تستطيعون هزيمته ؟ أعني هل اقتربتم من مستواه."
يوسف بسخرية : "استطعنا لمسه ، كل شهر كان المعلم يقوم بمواجهتنا نحن الثلاثة سويًا ولكي نغلبه يجب ان نلمسه ، نجحنا في هذا في آخر شهر قبل أن يتركنا."
أحمد بتعجب شديد : "اتقصد لمسه فحسب ، لمسه حرفيا !؟ هل كان ذلك صعبا؟ هل كنتم تستخدمون وضع التركيز هذا أم أنه ممنوع."
يوسف : "يبدو الأمر سهلًا لكنه اصعب مما تتخيل."
أحمد : "إذا كان قويًا هكذا لمَ لا يستخدم العتاد بنفسه فحسب لماذا يحتاج لكم؟"
علي : "نسأل انفسنا هذا السؤال منذ أن قابلناه ، لكنه لم يخبرنا السبب مباشرة أبدًا ، يقول دائما اننا سنكتشف الأمربأنفسنا ، يتصرف دائما بغموض ، لكن شخصيته التي يعاملنا بها اتفه مما تتوقع ، أظن أنه عجوز أيضا ، لكنه متصابي أو شيء كهذا ، ويتفاخر دائما بعضلاته وقوته ، إنه ضخم مثل حشمت لذا شككت في أنه المعلم في البداية."
صمت قليلًا وقال : "بمناسبة نادر وحكمت ، هل سنعتمد عليه حقًا من الآن ؟ نادر يبدو طيبًا لكن الشخصية الأخرى لا تبدو ودودة."
نظر أحمد ليوسف وقال : "وأنتم ودودون جدًا حقًا."
علي : "حسنًا ،لكنك لا تعتمد علينا كما سنعتمد على سخمت أعني أنه هو من سينقلنا من وإلى هذا المكان وسيحضر الطعام وهذه الأشياء ، ماذا إن توقف عن إحضار الطعام وتركنا نموت هنا."
مريم : "تعلم أننا لا نحتاج الطعام لكي نعيش ، طاقة العتاد تكفي لكي نظل على قيد الحياة."
علي : "أجل لكنني اجوع."
أحمد : "حقًا؟ هل يمكن للعتاد أن يكون مصدر طاقة الجسد؟"
مريم : "هذا كلام المعلم."
أحمد : "إذن ، حتى التنفس اختياري؟"
مريم : "أجل، أخبرناك من قبل ، لم تعد بشريًا منذ أن حصلت على عتادك."
أحمد : "ألم يخبركم المعلم متى سيعود ؟ أظن أنه الحل لكل مشاكلي."
علي : "عندما سألناه قال لنا 'لن اخبركم بموعد عودتي ، اريده ان يكون مفاجئًا ، سأتأكد من أن يكون دخولي بطوليًا وجذابًا للأنظار'."
أحمد : "يغضبني هذا الرجل ، لكنه مازال مثيرًا للفضول."
علي : "على أي حال نحن في الفصل التاسع ، هناك متسع من الوقت قبل أن نقابله."
قام أحمد من مكانه وقال : "على أي حال ، لنتدرب حتى يعود سخمت."
قامت مريم من جلستها ومددت جسدها ثم قالت : "سأدربك أنا ، قدرتي أقرب لقدرتك."
ثم لمست الرمل وأكملت : "الآن أنا أشعر بكل حبة رمل بالقرب منا ، أنت تلامس الهواء طوال الوقت ، بماذا تشعر؟"
- "لا أشعر بشيء."
-- "هل أنت متأكد ؟ إذًا كيف غيرت حالة الطقس البارحة ؟ ألم تلاحظ أنها أمطرت حينما شعرت بالحزن مباشرة ، نحن في فصل الصيف."
- "لم اكن في وعيي وقتها."
-- "على اي حال انت لست منعزلًا عن قوتك كما تعتقد ، انت تستخدمها دائما دون أن تشعر ، مثل التنفس مثلا ، لكن عليك تعلم كيفية التنفس عن عمد."
أخذ أحمد نفسًا عميقًا واغمض عينه وظل صامتًا لدقيقة كاملة.
علي ساخرًا : "هل مات مجددًا؟"
فتحت بوابة بجانب علي وخرج منها سخمت.
سخمت : "فعلت كما اتفقنا ، الآن كل قناة اخبارية في العالم تتحدث عن والدك وعنك أنت أيضًا ، ما هي خطتكم الآن؟"
أحمد : "لحظة الهدوء هذه جعلتني أدرك شيءً هامًا."
ثم ذهب يهمس في آذانهم واحدًا تلو الآخر.
علي بفزع : "مستحييييل ، لن اقوم بهذا!"
وضع أحمد يده على فم علي بسرعة : "شششش ، لمَ تظن أنني اهمس."
مدت مريم يدها لعلي وقالت : "ألم تقل أنه الذكي في الفريق ، عليك تقبل أفكاره إذًا."
أخرج علي هاتفه من جيبه وأعطاه لمريم وقال بانزعاج: "إذا لم يكن لديه سببًا منطقيًا سأدفنه هنا."
اخذت مريم هاتف يوسف ووضعت هاتفها مع الهواتف ووضعتهم على الأرض ثم جعلت الأرض تبتلعهم.
صرخ علي في أحمد : "ماااذاااا دهاااك !!؟ وافقت على أن نأخذ الصحراء مقرًا لنا فقط لأنني حملت عشرات المسلسلات على هاتفي مسبقًا ، أتريد قتلي من الملل!!"
أحمد : "في لحظة الصمت هذه تذكرت أمرًا ، إذا كان قناع الأرنب كان مجرد شيء لتغطية وجه عمر وليس شعارًا أو شيء من هذا القبيل ؛ فهذا يعني أنه كان مسرعًا حين هاجم المستشفى ، أعني أنه غالبًا سرق هذا القناع في طريقه وحسب ربما من أحد المحلات او من طفلٍ حتى."
علي باستنكار شديد : "وهذا سبب رائع لدفن هاتفي !"
أحمد : "ما أرمي إليه هو لمَ العجلة ، اقصد انني كنت في المستشفى لأكثر من يوم ولكنه قرر فجأة الإتيان مسرعًا، وكيف عرف مكاني من الأساس ، لكنني تذكرت شيءً هامًا، قبل أن يأتي بفترة قصيرة اتصلت بمريم واخبرتها تفاصيل تكفي لاستنتاج أنني حصلت على العتاد واخبرتها بمكاني."
علي : "لمَ لا تتوقف عن اتهامنا بالخيانة بالتأكيد هي لم تخبره."
يوسف : "لمَ لا تستعمل عقلك قليلًا ، إنه يقصد أن عمر يتصنت على هواتفنا."
حك علي رأسه قائلا : "هكذا إذًا ، لكننا بعيدون جدًا عن ابراج الإشارة ، لا يمكنه التنصت علينا هنا."
أحمد : "لا ندري ما هي التقنيات التي يستخدمها أعداؤنا ، في الحقيقة لا ندري من هم حتى ، لكن كل شيء يؤكد أنهم يستخدمون تقنيات متطورة ، من الممكن أنه يتجسس علينا بالاقمار الصناعية او بأي طريقة أخرى خارقة للطبيعة."
يوسف : "لمَ لا نحرق الهواتف فحسب ، هكذا نتأكد أنه ليس لها أي أثر."
أحمد : "لأنها قد تكون خيطنا الوحيد إذا أردنا نحن العثور عليه."
نظر علي لسخمَت وقال : "ألا تنوي المشاركة في الحديث."
سخمَت : "لم تجيبوا على سؤالي بعد ، ما هي خطتكم ؟ هل مازلتم عازمين على الذهاب لأطلانتس؟"
أحمد : "أجل بالتأكيد لكن…"
قالها هو ويوسف في نفس واحد : "سنركل مؤخرة هذا الخائن اولًا."
علي : "لحظة.. لحظة يا أصدقاء ، اتفهم غضبكم لكنني لا أفضل إقحام الأمور الشخصية في العمل ، كان علينا أن نصل لأطلانتس منذ الفصل الثالث."
مريم : "في الحقيقة ، لديهم وجهة نظر ، ماذا لو كان هناك جيش من أمثاله في اطلانتس ، بعد مواجهة عمر أصبحت أرى أن اقتحام اطلانتس بدون خطة ربما يكون انتحاراً."
علي باحباط : "هل يجب أن أكون أنا دائما صاحب الرأي المختلف الوحيد."
سخمَت : "حسنا الخطة هي الإمساك بصديقكم الخائن واجباره على البوح بكل ما يعرفه."
أحمد : "بالضبط ، نسيت فقط الجزء الذي أقتله فيه."
قام يوسف من جلسته ومسح ثيابه من التراب وطلب من مريم غرفة واسعة تحت الأرض ثم نظر للجميع وقال :
"أنا ذاهب للتدرب ، ومن الأفضل لكم هذا أيضا ، لن أتباطأ من اجلكم."
كان يوسف ينظر لأحمد في آخر جملة تحديدًا.
أحمد : "شهر… نفس المدة التي منحني اياها نادر ، امنحني شهرًا واحدًا للاستعداد ووضع خطة محكمة ، إن لم أستطع فسنفترق فحسب لأنني سأكون مجرد عائق فقط."
أومأ يوسف برأسه قائلًا : "عادل بما يكفي."
ثم ذهب يوسف للتدرب تحت الأرض.
علي : "هل أحلم أم أن هذين الاثنين اتفقا كثيرًا اليوم."
أعاد أحمد محاولة التحكم في قواه فأغمض عينيه لدقيقة وحينما فتحها وجد امامه هاوية عميقة، كاد أن يسقط فيها بالخطأ ، نظر حوله فوجد أنه نقل فوق جبل مرتفع وسخمت فقط يقف بجانبه.
سخمت : "إذا استمريت على هذا الحال ستتحكم في قواك بعد سنة ، في هذه الحالات أفضل العلاج بالصدمة."
ثم ركله سخمت ليوقعه في الهاوية ، ولكن قبل أن يصطدم بالأرض نقله سخمت للأعلى.
كان أحمد يتنفس بسرعة وعلى وجهه علامات الذعر وصرخ في سخمت : "هذا جنوون ، ما الذي كنت تنتظر مني القيام به."
سخمت : "أنت تتحكم في الهواء، اجعله يحملك إذًا."
أحمد : "لو كنت تأخرت ثانية واحدة كنت سأتحول إلى أشلاء ، لحظة هل تطلب مني الطيران!؟"
سخمت : "لن تموت وهذا هو المهم ، نعم ستتهشم جمجمتك غالبا لكن هذه أضرار جانبية."
ثم تنهد وأكمل : "اسمع شاهدت الطيور وهي تعلم أفراخها الطيران بهذه الطريقة على قناة وثائقية ، لا تخبرني أنك أقل موهبة من فرخ عصفور ، لن انقذك مجددا ، ستقفز من هنا الآن وبنفسك وإن لم تستطع استخدام قواك فعليك تحمل الألم ؛ ثم تصعد إلى هنا وتعيد المحاولة حتى تقدر على إنقاذ نفسك بنفسك."
أحمد : "أظن أنني أريد إكمال محاضرات القوى الخارقة مع مريم وعلي لأن قناع الصقر الذي ترتديه قد غسل دماغك على ما أظن."
سخمت : "إنهم جيدون لكن إذا كان امتحانك غدًا فلا يمكنك المذاكرة مثل من ذاكر منذ بداية العام ، أقصد أن طريقتهم ستجعلك تصل لمرادك متأخرًا جدًا."
أحمد : "يغيظني جدًا كونك محقًا."
نظر أحمد لأسفل الجبل فوجد مريم وعلي بالأسفل يشجعانه فأخذ نفسًا عميقًا واغمض عينيه وقفز ، لكن كالمتوقع ، تهشمت عظامه.
رفع علي يده ووضعها امام عيني مريم.
مريم : "هل حالته بهذا السوء؟"
علي : "سيئة لدرجة أن يوسف سيكون في قمة السعادة الآن."
نُقل وعي أحمد للنظام ، كان النظام يجلس على عرشه ويضحك على أحمد.
أحمد : "ربما بإمكانك المساعدة ، بدل التمتع بدور المشاهد."
النظام : "أنا اعطيتك صلاحيات التحكم كلها تقريبًا ، مشكلتك هي انك تطلب استخدام قواك وكأنك طفلة صغيرة."
ثم نظر بجدية واكمل : "انت ملك ، لا تطلب ، أنت تأمر ، مُر هذه الذرات اللعينة لتتحرك كما تريد."
بمجرد استعادة أحمد لوعيه نقله سخمت لأعلى الجبل مجددًا.
سخمت : "هل مازلت تريد الاستكمال؟ لن انقلك لأعلى الجبل مجددًا، ستتسلق الجبل بنفسك."
أحمد : "وكأن لدي خيار."
ثم قفز مجددًا لكن محاولته لم تثمر فنزل سخمت لعلي ومريم.
علي : "كم مرة سيقوم بهذا يوميا؟"
سخمت : "لو كنت مكانه لما توقفت طالما يمكنني التنفس ، لكنه حر للتوقف في أي وقت."
ثم تحول لشكل نادر وقال : "لدينا بعض اللحم يمكننا أن نشويه سويًا إذا أردتم."
رد علي متلهفًا : "أنا لا افهم اي نوع من انفصام الشخصية لديك ، لكنني حقًا أحب هذه الشخصية."
نادر : "يمكنني أن أشرح لك الأمر بشكل أفضل وقت الغداء."
أحضر نادر حطبًا وبعض أدوات الشواء وجلس هو وعلي ومريم حول الشواء.
كان نادر يجلس وكأنه محرج منهم ؛ ثم تكلم وقال وهو يتلعثم : "بما أننا سنعمل كفريق."
أظن أنكم ربما تحتاجون معرفة قصتي لتفهموا لمَ أنا وسخمَت لسنا شخصًا واحدًا.
مريم : "كلِّي آذان مصغية."
صرخ سخمت في عقل نادر : "لا مزيد من إفشاء الأسرار ، انت تدمر هويتنا السرية."
رد نادر في عقله ايضًا : "انظر إليهم ، لا يبدون من النوع الشرير."
سخمت : "هذا ما قالوه على صديقهم الذي كاد يقتلهم."
نادر : "حسنًا ، لكن لا مخاطرة لا متعة ؛ ثم أنك اتخذت القرار آخر مرة وهذا دوري."
لوح علي امام وجه نادر قائلا : "يا هذا ، كنت على وشك الكلام لمَ صمتت فجأة."

Comments (0)
See all